Friday, July 4, 2008

مصطبتنا

مصطبتنا سايعة كل الحي من يوم ما اتنقلنا من الدرب الاحمر لعزبة شوقي بحى عرب الحصن بالمطرية ، المشهد هنا مختلف عن الدرب الاحمر والروايح كمان مختلفة حتى الستات مختلفة
فى الدرب الاحمر الروايح كوكتيل من العطارة وخشب الصندل ودباغة الجلود ،اما هنا فى عزبة شوقى شكل تاني الصبح بقر طالع على الغيطان اللى بتحاصر البيوت القليلة فى العزبة وستات بجلاليب سودا راكبين حمير وشايلين عليها الحليب او البرسيم وساعات الخضار .

هناك فى الدرب الاحمر الصبح صنايعية وتلامذة وستات فى الشبابيك بيتواعدوا يتقابلوا بعد الرجالة مايخرجوا ع الشغل واسطح بيوت مليانه شباب بيلعبوا حديد وبيتشعلقوا فى شراعة الباب العالية كأنها عقلة ،اما هنا فى الشباب فى الترعة نازل بلبطة الصبح وبيجري على الوحدة الصحية اللى موجودة فى شارع البلسم الضهر علشان ياخد حقنة البلهارسيا اللى بتهري جتة وساعات تسمع واحدو بترقع بالصوت والدنيا كلها بتجري من قدام بابك ده علشان عيل غرق .

الشباب فى الدرب الاحمر مترفهين اكتر بيرحوا السينما فى ايام اجازاتهم من الشغل او المدرسة صحاب محمد بن خالتى فيهم شوية بيشتغلوا وشوية صنايعية اما هنا فى عزبة شوقى كلهم شغالين فى الارض فلاحة واكبر متعة ليهم انهم يلعبوا سيجة او ينزلوا الترعة وما فيش متعلمين غير اونكل سنوسي ابو عرضية واخو سعيد المحامي واخته ابلة كريمة اما بقيت اخواتهم كلهم فى الغيط .

روايح الريف هيا الشيء الغالب ساعة الصبحية وانا هنا فى عزبة شوقى كـأنى فى بلد امى كفر الاطراشة فى الباجور يعني ريحة الحليب والجلة (روث البهايم ) ممزوجة بريحة شجر الكافور وطلع النخل والجميز .

فى الدرب الاحمر بحب ريحة العطارة والليمون ابو سكر المعقود اللى ريحتة بتطلع لما يقرب يتحرق وكركعة الستات وهيا بتضحك وبتجري ورا بعض وايديهم ملزقة بعد ما اطمنوا ان مافيش رجالة غير شوية العيال اللى هما احنا طبعا وكمان بحب ريحة المفتقة اللى بيشتروا حاجتها من عند ابو كحلة العطار علشان يتخنوا ابو كحلة فى الدرب الاحمر كان عطار الستات اما الرجالة فكانوا بيفضلوا تركيبة حراز علشان عنده مربي جامدة جدا بترجع العجوز صبي ده الكلام اللى كان بيقوله عم سيد القهوجي جوز خلت ام محمد حلوفة(اسمها كده علشا تخينة قوى ) اللى ساكنة فى بيت المسلي مع ان عم سيد ما كنش عجوز ولا حاجة بس كان مضيع فلوسه على مربة حراز اللى ما كنش ليها لازمه وفقا لرواية خالت ام محمد فى وصلة الردح الصباحية المشتركة الى عادة ما كانت تبدأ بعم سيد اول ما يقوم من النوم ويلاقيها بتتمطع (تتمطي ) فتبدأ معايرته لها بقبحها : ياك دميلة (جميلة ) ولا دميلة عاد قبر يلم العفش
:ا(انا عفشة يا رجل خرج بيوت )وهكذا يبدأ كل طرف فى سرد ادق التفاصيل عن الاخر فى معركة يومية لم يفلح احد فى فضها فى يوم من الايام وان كان الزمن تكفل بفضها عندما عاد عم سيد من العمل جثة هامدة محمولا على اعناق زملائه .

امام هنا فى عزبة شوقي ما حبيتش حاجة الا مصطبة بيتنا اللى ابويا عملها قدام البيت لان الناس كلها فى الحتة كانت بتقعد عليها فى المغربية ولحد الساعة 10 كانت دى التسلية الوحيدة علشان انا والعيال اللى فسنى كنا بنلعب حواليهم وفى الشتا كنا بنصطاد الفرقع لوز ونحطة فى الركية ونشوية بعد ما نطلع عينة معانا من اللعب
الحى كان ناشيء يادوب 10 بيوت فى شارعنا وخمس بيوت فى الشارع اللى ورانا
اهمهم بيتنا وبيت ابو عماد المخبر وبيت الاستاذ صلاح هيكل وكيل الدرسة وقريب المخبر وبيت ابو ناصر المسيحي اللى انا وابنة اشرف كنا كل يوم نازلين ضرب فى بعض وما فيش مرة كنا نشوف بعض الا ونبدأ معركة ولا معارك الديوك الانجليزي مع انى انا واخوه ناصر كنا صحاب، لكن احب بيت فى البيوت دى كان بيت خالتى ام مجدى المنوفية وابنها مجدى خالتى اممجدى كانة زي امى حتى لما امى كانت بتسافر البلد هيا وابويا علشان حالة عزا ولا فرح كانوا بيسبوني عندهم وولادهم كمان مجدى ومحمد كانوا بسيبوهم عندنا .

مصطبتنا كانت واسعة واسعة وهيا اللى منعت الحرامية من الحتة اول واحد اتسرق ابو عماد المخبر وهو فى القسم بالليل الحرامية نطوا على بيته وتاني بيت كان بيت عم مرسي السواق ابويا جمع الرجالة وقالهم لازم نعمل ورديات نحرس الحى واللى يبات بره بيته يقول لنا علشان نحرسه اكتر بس امى قالت ان الحرامية فى العرب من عيلتين ولاد ابو خضير والعياشين ابويا مكدبش خبر خد بعض وراح للحاج حسن ابو عياش وحلف له تلاتين يمين انه لو مسك حرامي فى الحي منهم هيقتله ويجيب اهلنا من البلد ويقتل اتخن راس فيهم وعمل نفس الحكاية مع ولاد ابو خضير وفضلت دوريات الحراسة اسبوع بس الغريبة ان بعدها ولغاية النهاردة ما فيش حرامي هوب ناحية شارع عشرة ولا الشوارع اللى حواليه مع ان ابويا مات .


Monday, June 16, 2008

كتيبة 67

دول عيلة امى اللى استدعتهم من حارة الروم والمغربلين وتحت الربع علشان يقفوا فى وش اليهود اللى خلاص قربوا يدخلوا القاهرة ، وزي ما جنرالات الجيش حطوا خطط امى برضه حطت خطة دفاع محكمة عن بيتنا اللى فى درب لانسيه ااقصد شقتنا اللى فى بيت ام علي بتاعة الحشيش هيا صاحبة قهوة وبتبيع حشيش بس كانت ست طيبة ما بتسيبش فرض الله يغفر لها بقى ،

وزي ما خطط جنرلات الجيش المصري وقتها جابت لنا النكسة خطة امى للدفاع عن بيت ام على كانت ممكن تتحول لهزيمة منكرة لو اليهود فعلا دخلوا القاهرة لانها ببساطة كانت معتمدة على القدرات الفردية لرجالة العيلة فى الدفاع عن النفس فابويا الله يرحمة كان مجهز مطرقته الحديد علشان يدشدش بيها دماغ العسكر الصهيوني وخالى كان مجمع عضلاته اللى كونها فى صالة الحديد اللى ما كانش فيها حديد لكن كان فيها علب سمنة السبع مليانة اسمنت اما ولاد خال امى وخلانها كانوا شايلين نبابيتهم زى حرافيش عم نجيب محفوظ وواقفين على الباب علشان اى كلب صهيوني يعدى يبطحوه

كتيبة 67 دى كلها كانت جاية علشان تدافع عن العبد لله حيلة امه اللى ما بعيشلهاش عيال ولان امى من المنوفية فالندالة شيء مأصل عندها ،وبمجرد ما اطمنت على الاستحكمات الامنية راحت ناطرة البت فاطمة خالتى بره الشقة ع الباب مع الرجالة وما فضيلش غيرها هيا والحيلة النونوس ده طبعا انا واديها نور مطفي ونوم للصبح يامعلم فى حراسة كتيبة ولاد ابو العز مدعمين بقيادة واحد من ولاد ابو زهرة اللى هو ابويا

بالمناسبة المشهد ده كله اترسم فى ذاكرتي من كتر الحكى وكتر ما كانوا بيتندروا بيه على امى لانى فى يونيو 67 يا دوب كان عمرى 8 شهور ليس الا

Sunday, June 15, 2008

الست فاطمة

قبة خضرا وجامع صغنن وضريح بيفوح المسك منه وشيخ عجوز بدقن بيضا مركون على الحيطة وماسك سبحتة عمال يسبح والدموع نازلة على خدوده تسابق بعضها وعيل طولة نصف متر لابس فستان بناتي بضفريتين واقف وسط الرجالة وعمال يطوح زيهم ويقول معاهم يالطيف يالطيف يالطيف ،،،الله الله الله وبيدور دماغه زى ما بيدورها فى حركة دائرية والكل مندمج في الذكر وزي كل يوم الواد بتاخده الجلاله ويقع ع الارض ويعمل انه اتصرع ونص عينه مفتحه على اللى واقفين في الحضرة وهما بيجروا عليه وبيدنوا فى ودنه ويكبروا

لكن النهارده المشهد اختلف شوية ايده بيضا خارجة من جلابيه سودا حريمي اتمدت ولفعت الواد من على الارض وبسرعة خرجت على الباب وشايلة الواد اللى لابس لبس بنت وزي ما انا موش بنت الوليه كمان ما كنتش امى دى كانت اول محاولة خطف ليا .

الضريح كان ضريح الست فاطمة النبوية فى ركن بعيد من اركان القاهرة الفاطمية وحارة معرفه لحد دلوقت بحارة الست فاطمة بنت الحسين بن على رضي الله عن الجميع اما الحي تقد تسميه الدرب الاحمر وتقدر برضه تسميه حى الحلمية الجديدة المكان فى النص ممكن تدخله من عند جامع ابو حريبه وسيدي سعد الله وممكن تدخلة من درب اللبانة وتعدى بالمرة على عم سيد حكة تاخد لك طبق رز بلبن

المهم ان الست اللى موش امى اتكعبلت فى جدي على ابو امى الله يرحمه الى وقفها علىباب الجامع وهو داخل يصلي الضهر وطبعا صاحبتنا حاولت تحلف ميت يمين انى بنتها وطبعا كل اللى واقفين ضحكوا لما جدي اكد لهم بالدليل العملي انها كذابه هما ما ما ضحكوش بس لكنهم برضه ادولها نصيبها من الضرب


ولان بيتنا فى حارة السيدة فاطمة كان تقريبا مفتوح على الجامع فرحلة الواد اللى كان لابس بنت ما انقطعيتش ما بين البيت والجامع والحركة القرعة ما بطلتيهاش ولا بطلت خناق مع امى علشان تقلعني الفستان اللى كانت مصرة انى البسه علشان كانت خايفة عليا من الحسد